مع بداية دخول الربع الأخير من العام الحالى سوف تواجه أسواق الأسهم العالمية تحديًا كبيرًا، ومن المحتمل أن تكون تلك الفترة من أصعب الفترات التى ستتعرض لها خاصة فى ظل العقبات والتغيرات التى ستطرأ على الإقتصاد العالمى، بالإضافة إلى العديد من التقلبات السياسية الهامة على المحيط العالمى والتى تحمل فى طياتها العديد من التداعيات والتغيرات الهامة التى ستؤثر على إتجاهات الأسواق وتحركاته فى المستقبل البعيد.
وهناك العديد من الأحداث الهامة المرتقبة على الصعيد العالمى التى ستحدث خلال الربع الرابع من العام الحالى والتى ستغير من مجريات الأمور ونلخصها فى النقاط الآتية:
الإنتخابات الرئاسية الأمريكية
ينتظر العالم خلال الربع الرابع وتحديدًا فى 8 تشرين الثانى/نوفمبر من العام الحالى حدثًا هامًا وهو ما ستفرزه الإنتخابات الرئاسية الأمريكية، التى أثارت جدلًا واسعًا عالميًا حيث يتنافس فيها دونالد ترامب عن حزب الجمهوريين المعروف بتصريحاته النارية والمستفزة والذى أشار إليه الكثيرين بأنه غريب الأطوار أمام هيلارى كلينتون عن حزب الديمقراطيين والتى تعتبر أول إمراة تترشح رسميًا لمنصب رئيسية الولايات المتحدة.
ولم تُحسم الإستطلاعات التى أُجُريت خلال الفترة السابقة إحتمالية الفوز لأى منهما، وفى أغلب الأمر كانت الإحتمالات قريبة من بعضها مما يتسنى لنا أن ننتظر إعلان النتائج النهائية، والتنبأ بالسيناريوهات الأسوأ والأفضل التى من المحتمل حدوثها والمؤثرة على إتجاهات الأسواق المالية المختلفة والتى يأتى على رأسها أسواق الأسهم تداول وأسواق السلع والمعادن.
ففى حالة فوز دونالد ترامب الشخصية الأكثر جدلًا سيكون من الصعب أن نتنبأ بما سيحدث للأسواق حيث أنك لا تستطيع أن تتوقع ما يمكن أن يفعله ترامب، كما أن السياسات القادمة التى من الممكن أن يتبعها الحزب الجمهورى غير واضحة المعالم وبالتالى سيكون لها تأثير على الوضع الإقتصادى والسياسات النقدية للولايات المتحدة.
وبالرغم من تأكيد رئيسة البنك الإحتياطى الفيدرالى “جانيت يلين” مرارًا عن إستقلالية سياسات البنك الإحتياطى إلا أنه لابد أن يرجع البنك إلى مجلس الشيوخ ويستجيب لمتطلباته وبهذا نجد أن البنك الإحتياطى ليس فى مأمن من إتباع السياسة العامة للحزب الحاكم، لذا نجد أنه حالة فوز ترامب من المحتمل أن تحدث تغيرات فى سياسة البنك الإحتياطى الفيدرالى وبالتالى سيؤثر هذا على أداء وإتجاهات الأسواق المالية.
أما فى حالة فوز هيلارى كلينتون من المتوقع أن يبقى الوضع قريبًا مما هو موجود حاليًا ولا يحدث تغيرات كبيرة تؤثر على الأسواق، لذا نجد الكثير من المستثمرين يؤيدون فوز هيلارى كلينتون حيث أنها بمثابة تكملة للسياسات المُتبعة حاليًا، خاصة وأن التوقعات تتزايد برفع أسعار الفائدة خلال إجتماع البنك فى شهر كانون الأول/ديسمبر المقبل.
ترقب لإجتماع البنك الإحتياطى الفيدرالى قبل نهاية العام
تتجه الأنظار نحو معرفة مستقبل السياسة النقدية الأمريكية هل سيرفع البنك الإحتياطى الفيدرالى أسعار الفائدة أم سيؤجلها للعام القادم، خاصة وأن الأسواق تترقب رفع أسعار الفائدة خلال إجتماع البنك فى شهر كانون الأول/ديسمبر.
إن القرار برفع أسعار الفائدة له أبعاد كبيرة وهامة على الأسواق المالية، حيث سيكون له تأثير سلبى على الأسواق ولكن لفترة محدوة حتى يستوعب السوق فكرة رفع أسعار الفائدة والنظر إلى التباطؤ الذى يُظهره مخطط النقاط لرؤية البنك الإحتياطى على المدى الطويل لأسعار الفائدة.
الإتحاد الأوروبى سيواجه فترة عصيبة سياسيًا وإقتصاديًا
من المحتمل أن يتعرض الإتحاد الأوروبى لهزات قوية سياسيًا وإقتصاديًا خلال الفترة المقبلة، حيث أن التغيرات السياسة الأخيرة التى طرأت على الإتحاد الأوروبى لم تكن سهلة، كما أنه حتى الآن ما زال هناك الكثير من التساؤلات والشكوك التى تساور الجميع حول الإنفصال الرسمى لبريطانيا عن الإتحاد الأوروبى وما سيحمله من تبعات تؤثر على وحدة الإتحاد الأوروبى بالإضافة إلى مصير الإتفاقيات التجارية بين بريطانيا والإتحاد الأوروبى.
من الناحية الإقتصادية ما زال الكثير من التحديات أمام الإتحاد الأوروبى والتى بدورها تؤثر على سياسات البنك المركزى الأوروبى، خاصة فى ظل تقلص الفرص التى يمكن أن يستغلها البنك المركزى الأوروبى لإتخاذ المزيد من الإجراءات التحفيزية لدعم الإقتصاد الأوروبى المتعثر، الأمر الذى بدوره يؤثر سلبًا على الأسواق الأوروبية وتحركاتها.
كما أن الإتحاد الأوروبى سيواجه أيضًا العديد من العقبات خلال الربع الرابع وأيضًا عام 2017، حيث سيتم إجراء العديد من الإنتخابات والإستفتاءات والتى تؤثر بشكل كبير على الأسواق المالية ومن أهمها الإنتخابات الألمانية والفرنسية والأسبانية وكذلك الإستفتاء الإيطالى الذى سيُجرى على الإصلاحات المؤسسية.
كل هذا يشكل ضغوطًا كبيرة على الأسواق المالية، لذا من المحتمل أن يتجنب العديد من المستثمرين الإستثمارات فى الأصول ذات العائد المرتفع فى المستقبل والتى إستفادت منه أوروبا لفترة طويلة من وقت مضى.
إن الفترة القادمة سوف تغير من ملامح الأسواق لما تحمله من أحداث سياسية وإقتصادية عالمية ليست هينة، لهذا نجد أن أغلب المستثمرين يتخذوا موقف المتفرج ويفضلون الإنتظار حتى إكتمال ووضوح الصورة فى كل من الولايات المتحدة وأوروبا.